منتدى فــرســــان الـسـنـة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عزيزي الزائر :
اتمنى ان تقضي اوقاتا ممتعة معنا ولا تنسى التسجيل في المنتدى لكي نستفيد منك وتستفيد منا
منتدى فــرســــان الـسـنـة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عزيزي الزائر :
اتمنى ان تقضي اوقاتا ممتعة معنا ولا تنسى التسجيل في المنتدى لكي نستفيد منك وتستفيد منا

منتدى فــرســــان الـسـنـة

منتدى ثقافي وفكري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرجئة .. نشأة و عقيدة 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 98
تاريخ التسجيل : 25/03/2015

المرجئة .. نشأة و عقيدة 1 Empty
مُساهمةموضوع: المرجئة .. نشأة و عقيدة 1   المرجئة .. نشأة و عقيدة 1 I_icon_minitimeالأحد أبريل 24, 2016 6:32 pm

تعتبر المرجئة من أكثر الفرق التي تنسب إلى الإسلام التي تثير جدلًا واسعًا عبر التاريخ الإسلامي في الماضي والحاضر، ويحتل مساحة كبيرة في أذهان الناس وفي
اهتمام العلماء بأخبارهم وبيان معتقداتهم، وهناك من دافع عن فكرهم ومعتقداتهم، وبين معجب بأدلتهم وبين داحض لها، لذلك تعتبر المرجئة من أشد الفرق التي نشأ حولها جدال كبير في التاريخ الإسلامي.
وقال ابن الأثير في (النِّهاية): المرجئة تهمز، ولا اتهمز وكلاهما بمعنى التّأخير، يقال: أرجأته وأرجيته: إذا أخّرته فنقول من الهمز رجل مرجئي، وهم المرجئة وفي النسب: مرجئي مثال مرجع ومرجعة ومرجعيّ، وإذا لم تهمز قلت: رجل مرج ومرجية ومرجيّ مثل معط ومعطية ومعطيّ.
وأخذت المرجئة من الإرجاء بمعنى التّأخير، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الرجاء أي الأمل والمشهور هو الأوّل. وسرّ تسميتهم بالمرجئة بمعنى المؤخِّرة أحد الوجهين: طال التشاجر في معنى الإيمان في العصر الأوّل، وحدثت آراء وأقوال حول حقيقته بين الخوارج والمعتزلة، فذهبت المرجئة إلى أنّه عبارة عن مجرّد الإقرار بالقول والّلسان وإن لم يكن مصاحباً للعمل، فأخذوا من الإيمان جانب القول، وطردوا جانب العمل، فكأنّهم قدّموا الأوّل وأخّروا الثاني واشتهروا بمقولتهم: «لا تضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة».
وعلى هذا، فهم والخوارج في هذه المسألة على جانبي نقيض، فالمرجئة لا تشترط العمل في حقيقة الإيمان، وترى العاصي ومرتكب الذُّنوب، صغيرها وكبيرها، مؤمناً حتّى تارك الصلاة والصوم، وشارب الخمر، ومقترف الفحشاء.. والخوارج يضيّقون الأمر فيرون مرتكب الكبيرة كافراً، ولأجل ذلك قاموا بتكفير عثمان للأحداث الّتي انجرّت إلى قتله وتكفير علي ـ عليه السلام ـ لقبوله التحكيم وإن كان عن اضطرار.
ويقابلهما المعتزلة أيضاً القائلون بأنّ مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا فاسق بل في منزلة بين الأمرين فزعمت أنّها أخذت بالقول الوسط بين المرجئة والخوارج.
كما رأى آخرون أن الإرجاء في الاصطلاح مأخوذ من معناه اللغوي؛ أي بمعنى التأخير والإمهال – وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان، وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه كما أنه قد يطلق على أولئك الذين كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
وذهب آخرون إلى أن الأرجاء: يُراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه في الدنيا حكم ما، وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي- رضي الله عنه- من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر، وخلص بعضهم من هذا المفهوم إلى وصف الصحابة الذين اعتزلوا الخوض في الفتن التي وقعت بين الصحابة، وخصوصًا ما جرى بين علي ومعاوية من فتن ومعارك طاحنة، خلصوا إلى زعم أن هؤلاء هم نواة الإرجاء، حيث توقفوا عن الخوض فيها واعتصموا بالسكوت، وهذا خطأ من قائليه؛ فإن توقف بعض الصحابة إنما كان بغرض ريثما تتجلى الأمور، واستندوا إلى مفهوم قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت-أو وقعت- فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه. قال: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ مَن لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يعمد إلى سيفه، فيدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاة".
ومن هؤلاء الصحابة الذين امتنعوا عن الخوض في تلك الأحداث المؤسفة: سعد بن أبي وقاص، وأبو بكرة راوي الحديث السابق، وعبد الله بن عمر، وعمران بن الحصين؛ حيث توقفوا ثم أرجئوا الحكم في تلك الفتن، وفوضوا أمرَ المختلفين فيها إلى الله- سبحانه وتعالى- فلم يحكموا بتخطئة أحد أو تصويبه مع اعترافهم بفضل الجميع، فكيف يعتبر هؤلاء هم أساس الإرجاء، فإن موقفهم لا يعد التوقف عن الدخول عن نصرة أحد بالسيف، وهم في توقفهم كانوا يستندون إلى النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة، والتي تحذر من الدخول في الفتن، فقد كان هؤلاء يودون لو أن الأمور تمت معالجتها بالصبر والصلح بين المتقاتلين، بدلًا عن التسرع في القتال ابتداء قبل بذل أسباب الوفاق.
واستقر المعنى الاصطلاحي للمرجئة على المعنى الثاني "إرجاء الفقهاء"، وهو القول بأن: الإيمان هو التصديق أو التصديق والقول، أو الإيمان قول بلا عمل، "أي إخراج الأعمال من مسمى الإيمان"، وعليه فإن: من قال الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأنه لا يجوز الاستثناء في الإيمان من قال بهذه الأمور أو بعضها فهو مرجئ.
ويعتبر الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف، وتحديد معناه، وما يتبع ذلك من أبحاث. وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً؟ فرق المرجئة على أن الإيمان هو مجرد ما في القلب ولا يضر مع ذلك أن يظهر من عمله ما ظهر. وذهبت الكرامية إلى أن الإيمان هو القول باللسان، ولا يضر مع ذلك أن يبطن أي معتقد حتى وإن كان الكفر. وذهب أبو حنيفة رحمة الله إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، لا يغنى إحداهما عن الآخر.
النشأة:
النشأة:
عرفنا مما سبق في التعريف بالمرجئة أن الإرجاء في بدء الأمر كان يراد به في بعض إطلاقاته أولئك الذين أحبو السلامة والبعد عن الخلافات، وترك المنازعات في الأمور السياسية والدينية، وخصوصًا ما يتعلق بالأحكام الأخروية من إيمان وكفر وجنة ونار، وما يتعلق كذلك بأمر علي وعثمان وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة وغيرهم. وما جرى بين علي ومعاوية من أحداث-كما مثله الحسن بن محمد بن الحنفية ومن جاء على طريقته- إلا أنه من الملاحظ أنه بعد قتل عثمان-رضي الله عنه- وبعد ظهور الخوارج والشيعة أخذ الإرجاء يتطور تدريجيًّا.
ويرى المؤرخون أن المرجئة طائفة ظهرت في آخر أزمنة الصحابة أو بعدهم أضعفت من منزلة العمل، وبدأت المسألة بشكل بسيط، بدأت بخلاف نظري في مفهوم العمل، هل هو داخل في حقيقة الإيمان أو غير داخل في حقيقة الإيمان؟ فإنه بعد فتنة ابن الأشعث، وبعد مصائب الحجاج بن يوسف الثقفي وهو والي بني أمية على العراق، وبعد ظهور الخوارج وتعظيمهم لجانب العمل، وتكفيرهم المسلمين بالكبائر ونحو ذلك؛ بعد هذه الأحداث ظهرت طائفة من الفقهاء في الكوفة وأخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، كان منهم حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وغيره من أهل الكوفة الذين قالوا: إن العمل ليس من حقيقة الإيمان.
فظهر الخلافُ في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان، ثم ظهر جماعة دفعوا بالإرجاء إلى الحد المذموم والغلو، فبدأ الإرجاء يتكون على صفة مذهب، فقرر هؤلاء أن مرتكب الكبيرة كامل الأيمان وأنه لا تضر مع الإيمان معصية، ولا تنفع مع الكفر طاعة، وأن الإيمان في القلب. فلا يضر الشخص أي شيء بعد ذلك ولو تلفظ بالكفر والإلحاد، فإنه يبقى إيمانه كاملًا لا يتزعزع. وهذا بلا شك غلو وتطرف مذموم.
وأهل هذه المرحلة ممقوتون ومذهبهم يفضي إلى درجة الإباحية والتكاسل، والتعويل على عفو الله وحده دون العمل لذلك. وهو أمر تأباه الشريعة الإسلامية.
ولكن ذهب البعض منهم إلى انها بأت المرجئة، في عهد الحسن بن محمد بن الحنفية (المتوفّى عام 99 هـ)، ولكنّه بعد غيرثابت، وعلى فرض ثبوته فالإرجاء الّذي قال به غير الإرجاء المعروف، فقد نقلوا عنه أنّه تكلّم في علي وعثمان وطلحة والزبير في محضره فأكثروا وهو ساكت، ثم تكلَّم فقال: قد سمعت مقالكم، أرى أن يرجأ علي وعثمان وطلحة والزبير فلا يتولّى ولا يتبرى منهم.
فقد ذكر كتب التراق أن فكر المرجئة طهر في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مع توسع الدولة الإسلامية الناشئة، مع فتح بلاد الاِمبراطورية الفارسية والرومانية، بلداً بعد آخر، فالذي وقع في حياة الاَمة، أن هذه الاَفكار بمساعدة فكرة الجبر وأن الله تعالى قد فرغ من الاَمر وكتب كل شيء وانتهى الاَمر ولا بداء.. سرعان ما أثمرت مذهبين عقائديين مواليين للسلطة هما: المرجئة والقدرية، وقد تبنتهما السلطة وأيدت علماءهما وهيأت لهم الظروف لنشر أفكارهم في الاَمة.
ويتلخص مذهب المرجئة بمقولتهم المشهورة (الاِيمان لا تضر معه معصية) فالاِيمان عندهم مجرد القول بالشهادتين، وبذلك يضمن الإنسان دخول الجنة مهما كان عمله.
ويقول ابن عساكر في تاريخه: «قال عثمان بن إبراهيم بن حاطب: أوّل من تكلّم في الإرجاء هو الحسن بن محمّد. كنت حاضراً يوم تكلّم، وكنت مع عمّي في حلقته، وكان في الحلقة جحدب وقوم معه. فتكلّموا في عليّ وعثمان وطلحة والزبير، فأكثروا، والحسن ساكت، ثمّ تكلّم فقال: قد سمعت مقالكم. أرى أن يرجأ عليّ وعثمان وطلحة والزبير فلا يتولّى ولا يتبرّأ منهم. ثمّ قال: فقمنا، فقال لي عمر: يا بنيّ ليتخذنّ هؤلاء هذا الكلام إماماً. فبلغ أباه محمّد بن الحنفيّة ما قال، فضربه بعصا فشجّه وقال: ألاّ تتولّى أباك عليّاً. ودخل ميسرة عليه فلامه على الكتاب الّذي وضعه في الإرجاء، فقال: لوددت أنّي كنت مِتّ ولم أكتبه».
ولعل الإرجاء بالمعنى الأوّل الّذي صدر عن ابن الحنفية عن غاية صحيحة، صار أساساً للمعنى الثاني، أمّا تقديم الإيمان وتأخير العمل فقد استعمله الأُمويّون لتبرئتهم حيث كانوا غارقين في العصيان والفساد.
فيما ذهب أخرون إلى أبعد من هذا الكلام، وقالوا إلى أن نواة هذه المرجئة كانت موجودة في الصحابة في الصدر الأوّل، بحجّة أنّنا نرى أنّ جماعة من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم امتنعوا أن يدخلوا في النزاع الذي كان في آخر عهد عثمان مثل «أبي بكرة» و«عبدالله بن عمر» و«عمران بن حصين» وروى أبو بكرة أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: ستكون فتن القاعد فيها خير من الماشي».
المرجئة.. فقه طاعة
ويرجع فكر المرجئة إلى الفتن التي اجتاحت ديار المسلمين منذ مقتل عثمان بن عفان، وما تلاه من حرب صفين بين علي ومعاوية. لقد فجرت هذه الفتن كثيرًا من المواقف والآراء وردود الأفعال بين الصحابة أنفسهم:
- فبعض كبار الصحابة وأجلائهم مثل سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد وغيرهم رأوا موقفَ الحياد، مع إجلالهم لكبار الصحابة كعلي وعثمان ومعاوية.
- وبعض سكان الأطراف والمرابطين على ثغور الجهاد فوجئوا بمقتل أمير المؤمنين عثمان؟ ثم فوجئوا بما تلا ذلك من أحداث، وما استطاعوا أن يستبينوا رأيًا فيتبعوه أو يرجحوا طرفًا فيوالوه، فآثروا مسألة الفريقين المتقاتلين والركون إلى حياد ولا حيلة لهم في قبوله، وهؤلاء هم الشكاك من أهل الحيرة والتردد. كانوا يقولون: كلهم عندنا ثقة، ونحن لا نتبرأ منهما ولا نلعنهما، ولا نشهد عليهما، ونرجئ أمرهما إلى الله حتى يكون هو الذي يحكم بينهما.
ويمكن اعتبار وقعة صِفين هي المنطلق التاريخي لهذه الفتنة، بل إن حادثة التحكيم هي الشرارة التي فجرت بركانها.
لقد أنتجت هذه الحادثة وذيولها فرقتين كبيرتين، أو منهجين كبيرين، ما يزال لهما وجود ملموس وانحراف بعيد حتى الآن.
هذان المنهجان هما: التشيع والخروج، وكلاهما ناشئ عن علة واحدة، هي الغلو ولكنه غلو متضاد. وكان من آثار هذه الفتنة أن أصبحت المعسكرات المتحاربة ثلاثة: أهل العراق-أهل الشام- الخوارج، وأصبحت المناهج الاعتقادية ثلاثة: السنة، والخروج، والتشيع.
ومن كلام الإمام ابن عينية وشرح الطبري له، ما يدل على أن المرجئة الأولى هي طائفة من الناس كانت ترجئ أمر عثمان وعلي إلى الله، فلا تتولاهما ولا تتبرأ منهما، فهي مضادة لمن يكفرهما أو يغلو فيهما-أو بأحدهما- وكذلك فهي مضادة لمن يرى تقديمهما وفضلهما ووجوب موالاتهما.
ومع تطور الأمر احتدم النزاع بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة من جانب، وبين المرجئة من جانب آخر في دخول الأعمال في مسمى الإيمان، ويظهر أثر ذلك في مرتكب الكبيرة هل هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأمره في الآخرة إلى الله وإلى مشيئته-كما يقول السلف- أم هو كافر في الدنيا ومخلد في الآخرة في النار-كما تقول الخوارج- لأنه أخل بالعمل، فكفر؟ أم هو في منزلة بين المنزلتين في الدنيا لا مؤمن ولا كافر، وفي الآخرة هو مخلد في النار-كما تقول المعتزلة-؟ أم هو مؤمن كامل الإيمان لم يتأثر إيمانه بالكبيرة مطلقًا-كما تقول المرجئة- لأنه مصدق بقلبه فلا مجال لأن يتأثر إيمانه، لأن الإيمان عندهم-على هذا المفهوم- لا يزيد ولا ينقص بل يبقى إيمانه كاملًا إذا كان التصديق موجودًا في قلبه؟
وفي الحقيقة أن مذهب المرجئة تطور على هذا المفهوم حتى صار من أوسع المذاهب وأكثرها تساهلًا. فبينما الخوارج يرون أن مرتكبَ الذنب كافر مخلد في النار، والمعتزلة تراه في منزلة بين المنزلتين في الدنيا، وفي الآخرة مصيره النار، ثم تزعم هاتان الطائفتان أن الناس كلهم كفار إلا من كان خارجيًّا، وتزعم المعتزلة أن الناس كلهم كفار إلا من كان معتزليًّا، فضاقت نظرتهم إلى غيرهم، فإذا بالمرجئة توسع المجال، فزعمت أن كل طائفة تنسب نفسها إلى الإسلام، وتصدق به تعد من المؤمنين الخلّص بغض النظر عن عملها بعد ذلك، بالخوارج والشيعة والمعتزلة وسائر الطوائف في نظر المرجئة هم مِن أهل الإيمان الكامل.
وهناك أقوال أخرى في أول من دعا إلى الإرجاء: فقيل: إن أول مَن أحدثه رجل بالعراق اسمه قيس بن عمرو الماضري. وقيل: إن أول من أحدثه حماد بن أبي سليمان وهو شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعي، ثم انتشر في أهل الكوفة، وقد عاصر حماد بن ذر بن عبد الله. ويذكر شيخ الإسلام عن نشأة الإرجاء بالكوفة أن أول من قال فيهم حماد بن أبي سليمان.
وقيل: إن أول من قال به رجل اسمه سالم الأفطس، ويطلق على إرجاء هؤلاء أنه إرجاء الفقهاء، ويظهر أن تلك الأقوال لا تباعد بينها؛ لأن هؤلاء كانوا في عصر واحد، وكانوا أيضًا على اتفاق في إرجائهم.
ومن كِبار المرجئة ومشاهيرهم: الجهم بن صفوان، وأبو الحسين الصالحي، ويونس السمري، وأبو ثوبان، والحسين بن محمد النجار، وغيلان، ومحمد بن شبيب، وأبو معاذ التومني، وبشر المريسي، ومحمد بن كرام، ومقاتل بن سليمان المشبه لله-عز وجل- بخلقه ومثله الجواربي، وهما من غلاة المشبهة.
تطور الإرجاء:
ومع حركة الفكر التي كانت دائرة في عهد الدولة الاموية والعباسية تحوّل الفكر الإرجائي العام من بدعة نظرية، يدين بها أفراد معدودون إلى ظاهرة عامة تسيطر على الفكر الإسلامي، بل والحياة الإسلامية عامة، في سنوات قليلة جدا مع يدلل علي أن المرجئة لاقت قبولا ورواجا كبيرة في أيام الدولة الأموية والعباسية.
وقد مر هذا الفكر بمراحل متعددة، وتباين من طائفة إلى أخرى، إلا أن أهم مرحلتين مرّ بهما:
- إرجاء الفقهاء والعبّاد من جهة.
- وإرجاء المتكلمين، أو ما يسمى بإرجاء الجهمية من جهة ثانية.
إرجاء الفقهاء:
ويقصد به: أن الإيمان هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان. أو "المعرفة بالله، والإقرار بالله، والمعرفة بالرسول والإقرار بما جاء به من عند الله في الجملة دون التفسير".
وهو شبهة نظرية أخطأ فيها بعض العلماء نتيجة ردود فعل خاصة، ورأي غير مجرد، مثله في ذلك مثل زلة العالم، أو خطأ المجتهد، في أي مسألة نظرية. وقد كان لثورة ابن الأشعث، وظهور الحجاج عليه، ثم ملاحقة العلماء والبطش بهم، أسوأ الأثر في بروز قرن الإرجاء هذا بين صفوف هؤلاء البائسين، المستسلمين للأمر الواقع، كما تجرأ الذين كانوا مرجئة من قبل فأعلنوا مذهبهم واستغلوا آثار الهزيمة لنشره، كما نشط الخوارج وخلت لهم الساحة أكثر من ذي قبل...
وقد قام أئمة أهل السنة والجماعة بجهد مشكور لمقاومة هذه الفكرة ومحاصرتها في مهدها... إذ لاحظ العلماء أن مذهب هؤلاء المرجئة الفقهاء يتضمن أن العمل لا يدخل في مسمى الإيمان.
فهذا الأوزاعي-رحمه الله- يقول: "كان يحيى بن أبي كثير، وقتادة، يقولان ليس من أهل الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء".
ويقول إبراهيم النخعي التابعي المشهور، وقد عاصر أحداث الحجاج: "الإرجاء بدعة، إياكم وهذا الرأي المحدث" وقال عن المرجئة: "تركوا هذا الدين أرق من الثوب السابري" ومن أقواله أيضًا فيهم: "لفتنتهم عندي أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة".
ورغم أن القائلين بالإرجاء كانوا عبادًا زهادًا في الغالب، إلا أن أهل السنة والجماعة لم يألوا جهدًا في مقاومة فكرهم، ولذلك فلا غرابة إذا تشدد ورثة هؤلاء التابعين من أئمة السنة على المرجئة مثل: وكيع، وابن المبارك، وابن معين، والإمام أحمد والبخاري، وأبي داود ونحوهم، وذلك أن الإرجاء الغالي قد ظهر في زمنهم.
فهذا هو الخط الأول الذي سار عليه الإرجاء وهو ما سُمي بإرجاء الفقهاء، وهو الاكتفاء بالقول دون العمل في مسمى الإيمان، وهذا الإرجاء هو الذي ذمه علماء السلف.
"ولا يفوتنا هنا أن كلمة المرجئة في اصطلاح هؤلاء العلماء-علماء السلف- إنما تعني هذا الإرجاء، أي: إرجاء الفقهاء، وظل هذا قائمًا حتى بعد ظهور الجهمية، فكل ذم أو عيب قيل في المرجئة فهو منصرف لهم وحدهم حتى منتصف القرن الثاني تقريبًا، بل هو الأغلب إلى القرن الثالث". فهؤلاء الفقهاء عندما جعلوا الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان، لم يعارضوا وجوبها والمعاقبة عليها، مع وجوب ترك المحظورات، ولهذا عدّ بعض العلماء أن الخلاف كله لفظيّ.
أصول وعقائد المرجـئة:
تكاد فرق المرجئة تتفق في أصولها على مسائل هامة هي: تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقول أو المعرفة أو الإقرار، وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان- مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم، ولهم اعتقادات أخرى: كالقول بأن الإنسان يخلق فعله، وأن الله لا يرى في الآخرة، وقد تأثروا في هذه الآراء بالمعتزلة، وكذا رأيهم في أن الإمامة ليست واجبة، فإن كان ولا بد فمن أي جنس كان ولو كان غير قرشي، وقد تأثروا بهذا الرأي من الخوارج.
وتدور عقائد المرجئة وأُسّ نظريّتهم أنّ الايمان هو التصديق بالقلب، أو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، أو ما يقرب من ذلك، فأخرجوا العمل من حقيقة الايمان،
يُتبع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://syrian2015.yoo7.com
 
المرجئة .. نشأة و عقيدة 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرجئة .. نشأة و عقيدة 2
» عقيدة الاشاعرة في ميزان الحشوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فــرســــان الـسـنـة :: العقيدة والفرق-
انتقل الى: